أهلي .. أحبتي .. قرائي
*
*
غدا
أغيب عنكم في رحلة مع القدر ….
تجربة الولوج في غياهب الغيب المقدر سلفا
تلفني الملاءات الخضراء ….. تأخذني في غيبوبة التسليم ..
تحوم حولي ملائكة اليقين و الحساب
تتهيب لحظة الانقضاض .. أو ساعة المباركة
تحجب سحابات الغيب عن عيني حقيقة النهاية …. كما حجبت عني فهم لحظة البداية
يضيئني أمل مس ّ شعلة سراج الأقدار بثقته العمياء …
و صوت يتردد صداه في خوابي ذاتي …
يصرخ في كهف التوجس " ليس بعد ! "
و صليل الوقت المتآكل يجرني صوب لحظة النهاية ..
الصفر المسطور لخاتمة الأمور ..
وأنصال سكاكين القلق تجتز مفاصل الروح
انسكاب دم الحقيقة على صخرة التجلد و الصبر و المراوغة …
و التحدي المذبوح " بلا بد " .. و " لا مفر " ..و " لا بديل "
استسلم لنواميس القدر و مصادفات العلل … و ماهية الضرورات
تتعانق مباضع الحكماء و مجاهيل جسدي المسجى
في هجير الغيبوبة و هجرة الوعي
أجوب متاهات حروب المعاني والتعليل …
تنشر أمامي عرائض السماوات .. و تعاريج السنين
ترمقني أبصار الفقد بربما و ما يلي و ما سبق ..
و ما يكون ..أو سوف يكون
يقلب خريف الأمل
أوراق ماتبقى من ثواني الأكسير المتعب الخطى في الشرايين
بعد أن شله انكسار الصمود أمام إعصار القدرة ..
و قدرة الأعصار
يرخي عنان صولته و جدلية عبثه .. يسلم صولجان قوته لواهبه
و بين برزخ الولوج للحياة و برزخ الخروج للعدم ,
فراسخ من نبض مجهول
يزرعها ورودا و أشواكا …
غمامات فرح و كسف أحزان …
حقول نواميس الأكوان و الأفلاك …
تنبت النجوم في روابيها أنهمارات الضوء
و تلتف في حناياها سدف الليالي القاسية ..
و تغاريد المساءات الحالمة
عبثية التناقض في حدية المآل في المصادفات القاصمة ..
و الأحايين المباركة
شموع أقدار مغروسة في شمعدانات الذاكرة ..
و تراتيل أسفار منثالة من قواميس الوجوب
مدن العبور المضمخة ببخور التجريب و التشذيب و اللحن البهيج
ابتسامة المرور على فراديس المتعة و اشتعالات البهاء …
على صور المارين و الساكنين و العالقين بمشاجب القلب و الروح
جلال اللاهوت في اضمحلال الناسوت حين يخضعه للمشيئة المقدرة
و تسابيح رياض العمر على ظمأ التعبير و جفاف أغادير التوازن
رحلة المخاطر المجهولة ..
تراني هل أعود من أقاصيها الغادرة !
أم يقتنصني نزقها بلهفة الخلاص و انسحاق الصورة !
حيث لا أملك ما لا أوليته ..
لا يسعني إلا قولا واحدا ً :
" لست أدري ! "